جثث المغاربة بدأت تطفو على السطح.. الهجرة السرية تعود للإضرار بصورة المغرب
بدأت في الأيام الأخيرة تصل الأخبار المؤلمة إلى عدد من الأسر المغربية في مختلف مناطق المملكة، تتضمن أنباء عن رحيل أبنائها غرقا في البحار، بعد محاولات للهجرة السرية إلى أوربا لم تُكلل بالنجاح، الأمر الذي يضر بصورة المغرب بشكل كبير، خاصة في ظل الإعلام الدولي لقضايا الهجرة.
وشهد المغرب في الشهور الأخيرة، انطلاق المئات من الشباب المغاربة على قوارب الموت نحو السواحل الأوروبية، من مختلف الوجهات البحرية المغرب، حيث لم يعد الأمر يقتصر على السواحل الشمالية فقط، بل شهدت شواطئ الدار البيضاء والرباط وشواطئ أخرى في الجنوب محاولات عديدة للهجرة السرية.
وبعد فترة من الوقت التي ظلت فيها عدد من الأنباء "السارة" تشير إلى وصول المئات من الشباب المغاربة إلى الضفاف الأوروبية بسلام تفد على المغاربة، عبر مقاطع فيديو، بدأت في الأونة الأخيرة، تفد أخبار أخرى مؤلمة عن مصرع عدد من الشباب خلال محاولات للهجرة السرية.
ففي شاطئ سبتة، أعلنت السلطات المحلية الإسبانية في الأسابيع الأخيرة، عن ظهور جثتين تعودان لشابين مغربيين يُرجح أنهما فقدا حياتيهما خلال محاولتين للإبحار إلى ساحل سبتة عن طريق السباحة. وبعد هاتين الواقعتين ظهرت جثث أخرى على ساحل الجديدة وهي لشابين وامرأة، فارقوا الحياة غرقا في محاولة للهجرة إلى إسبانيا، وهم أيضا مغاربة.
وبالأمس عثرت شرطة باراغواي على جثث متحللة لسبعة أشخاص في حاوية قادمة من صربيا، وفق ما ذكرت السلطات الجمعة، ووجدت الجثث في العاصمة أسونسيون ضمن حمولة من الأسمدة ابتاعتها شركة زراعية، وأعلن الطبيب الشرعي بابلو ليمير للصحافيين أن "من بين السبعة هناك ثلاثة مغاربة ومصري واحد" موضحا "تظهر على إحدى الجثث علامات الاختناق كسبب محتمل للوفاة".
وقبل أيام أعلنت أسر في إقليم بني ملال عن مصرع 3 أشخاص من أحد الدواوير في الإقليم جراء محاولة فاشلة للهجرة السرية إلى الضفة الأوروبية، ولازالت التوقعات تشير إلى ظهور العديد من جثث المواطنين المغاربة ممن قاموا بمحاولات للهجرة السرية إلى أوروبا في الأيام الماضية.
ووفق متتبيعن لظاهرة الهجرة السرية، فإن ارتفاع محاولات الهجرة السرية التي يقوم بها مواطنون مغاربة، تُعتبر إشارة سيئة لسمعة المغرب، وتساهم في الإضرار بإسمه، بعدما كان الجميع يعتقد أن هجرة المغاربة إلى أوروبا بطرق غير شرعية توقفت منذ عقود، ولم تعد مقتصرة سوى على المهاجرين المنتمين إلى دول جنوب صحراء إفريقيا.
كما أن ارتفاع عدد الضحايا يزيد من "تشويه" صورة المملكة المغربية في الخارج، خاصة في ظل الاهتمام العالمي بقضايا الهجرة السرية، خاصة الأشخاص الذين يفقدون حياتهم جراء ذلك.
ويرى المتتبعون لهذه الظاهرة، أن على المغرب أن يحاول أن يجد حلولا لمشكل البطالة في أوساط الشباب المغاربة، باعتبارهم الفئة الأكثر اقبالا على الهجرة السرية بحثا عن مستقبل أفضل في الخارج، من أجل إنهاء الأخبار السيئة والمؤلمة التي بدأت تطفو على السطح في الأيام الأخيرة.